Star
John Doe
Admin
My Profile
Settings
Billing
4
Log Out
Edit Book: الجميلة والوحش
Title
*
Author
Illustrator
Description
Thumbnail
Leave empty to keep current thumbnail
Audio File
Leave empty to keep current audio
Pages
Page 1
Remove
Text
كانَ يا ما كانَ، في قديمِ الزَّمان، رجلٌ تاجرٌ ثريٌّ يعيشُ في مدينةٍ ساحليةٍ كبيرة، له ثلاثةُ أبناءٍ وثلاثُ بناتٍ، وكانت أصغرُ بناته أجملَهنّ وجهًا وأطهرَهنّ قلبًا، حتى سماها الجميعُ الجميلة. كانت الفتاةُ رقيقةَ الطبع، متواضعةً رغم جمالها الأخّاذ، تحبُّ قراءةَ الكتب ومساعدةَ أبيها في شؤون البيت. وذاتَ يوم، عصفت بالتاجرِ مصيبةٌ كبرى، إذ خسرَ كلَّ أمواله في البحر بعد أن غرقَت سفنه المحمّلة بالبضائع. اضطرَّ إلى الانتقال مع أسرته من القصر الفاخر إلى كوخٍ صغيرٍ في الريف. تقبّلت الجميلةُ الأمر برضًا، وبدأت تساعدُ في الأعمال الشاقة، على عكس أختيها الكبريين اللتين كانتا تتذمّران ليلَ نهار.
Image
Page 2
Remove
Text
مرّت سنوات، ثم وصله خبرٌ بأنَّ إحدى سفنه المفقودة قد نجت ووصلت إلى الميناء محمّلةً بالبضائع. فرح التاجر فرحًا شديدًا، وهمَّ بالسفر إلى المدينة ليجلب ما تبقى من ثروته. قبل رحيله، سأل أبناءه وبناته عمّا يرغبون أن يجلبه لهم. طلب الأبناء ملابسَ وأسلحةً، وطلبت الأختان الكبريان حُليًّا وجواهر، أمّا الجميلة فقالت بابتسامةٍ خجولة: ــ "أريدُ وردةً حمراء، يا أبي، لا غير." تعجّب الأب من بساطتها، لكنه وعدها بذلك. سافر التاجر، لكن ما إن وصل الميناء حتى علم أن البضائع قد بيعت لسداد ديونه، ولم يبقَ له شيء. حزينًا، عاد راكبًا جواده عبر غابةٍ كثيفة، وفجأة هبّت عاصفةٌ ثلجية جعلته يضلّ الطريق. وبعد ساعاتٍ من التعب والجوع، أبصرَ قصرًا عظيمًا تضيء نوافذه في ظلام الليل. اقترب وطرق الباب، فلم يردّ أحد، لكنه وجده مفتوحًا.
Image
Page 3
Remove
Text
دخل القصر، فرأى مائدةً عامرةً بالطعام، ونارًا دافئةً في الموقد، وكأنَّ صاحب القصر أعدَّها لاستقباله. جلس يأكل ويستدفئ، ثم نام على سريرٍ فاخر. وفي الصباح، وقبل أن يغادر، تذكّر وعده لابنته الجميلة، فرأى في حديقة القصر أزهارًا حمراء رائعة، فقطف منها وردة. وما إن أمسك بالوردة حتى ظهر أمامه مخلوقٌ هائل، له جسدٌ عريضٌ وفكٌّ عظيم وعينان تلمعان كالجمر، يشبه الوحش. زمجر بصوتٍ كالرعد: ــ "أيّها اللص! أطعمناك وآويناك، ثم تسرق من حديقتي؟" ارتجف التاجر وقال: ــ "يا سيدي، لم أقصد الإساءة، إنّما وعدت ابنتي أن أعود إليها بوردة."
Image
Page 4
Remove
Text
ردّ الوحش بغضب: ــ "إمّا أن تموتَ هنا عقابًا، أو تأتي بابنتك التي طلبت الوردة لتعيش في قصري!" توسّل التاجر أن يعفيه، لكن الوحش أصرّ على شرطه، وأعطاه جوادًا سحريًّا يعيده إلى بيته. عندما عاد التاجر وأخبر أبناءه بما جرى، بكت الجميلة وقالت: ــ "أنا السبب، وسأذهب بنفسي إلى القصر، علّ الوحش يعفو عنك." رغم رفض أبيها، أصرت الجميلة، وركبت الجواد حتى وصلت القصر. هناك، فوجئت بأن الوحش لم يؤذِها، بل خصّص لها جناحًا فخمًا، وقدّم لها الطعام والكتب والحدائق.
Image
Page 5
Remove
Text
. كان يظهر لها كلَّ مساء، ويتحدث معها بصوتٍ عميق، ثم يسألها في نهاية اللقاء: ــ "هل تتزوجينني، يا جميلة؟" فتجيبه بلطف: ــ "لا، أيها الوحش، لكنني سأظلّ صديقتك." مرّت الأيام، وألفت الجميلة حياة القصر، ورأت أن الوحش، رغم شكله المخيف، طيب القلب، كريم المعشر.
Image
Page 6
Remove
Text
. وفي أحد الأيام، رأت في مرآةٍ سحرية أن أباها مريضٌ وحيد. طلبت من الوحش أن تزوره، فأعطاها أسبوعًا لتعود، وقال لها: ــ "إن لم تعودي، سأموت من الحزن." قبلته الجميلة شاكرة، وسافرت. وصلت إلى بيتها، وأسعدت أباها برؤيتها، لكن أختيها حسدتاها على ثيابها الجميلة، وأقنعتاها بالبقاء أكثر من أسبوع.
Image
Page 7
Remove
Text
وفي الليلة السابعة، رأت الجميلة في حلمها الوحش ممدّدًا على الأرض في الحديقة، يحتضر. فاستيقظت مذعورة، وعادت مسرعة إلى القصر. حين وصلت، وجدته ملقى بلا حراك، فركعت بجانبه تبكي قائلة: ــ "لا تمت، أيها الوحش! لقد أدركت أنّي أحبك، وسأتزوجك!"
Image
Page 8
Remove
Text
فجأة، أضاء القصر بنورٍ ساطع، وتحول الوحش أمام عينيها إلى أميرٍ وسيم، وقال مبتسمًا: ــ "لقد كسرتِ اللعنة، يا جميلة، فقد كانت ستزول حين تحبّني فتاةٌ رغم مظهري." ثم تزوجا في احتفالٍ كبير، وعاشا في سعادةٍ دائمة، وصار الجميع يروون قصتهما عن أن الجمال الحقيقي هو جمال القلب، لا الوجه.
Image
Add Page
Update Book
Cancel