Star
John Doe
Admin
My Profile
Settings
Billing
4
Log Out
Edit Book: علاء الدين والمصباح السحري
Title
*
Author
Illustrator
Description
Thumbnail
Leave empty to keep current thumbnail
Audio File
Leave empty to keep current audio
Pages
Page 1
Remove
Text
كان يا ما كان، في قديم الزمان، في سالف العصر والأوان، في مدينةٍ بعيدةٍ من بلاد الصين، عاشَ شابٌ يُدعى "علاء الدين"، في بيتٍ صغيرٍ متواضعٍ على أطراف المدينة. كان والده خيّاطًا فقيرًا، يعمل ليلَ نهار ليؤمِّن قوت يومه، ولكنه توفي حين كان علاء الدين لا يزال صبيًّا صغيرًا، فبقي وحده مع والدته الطيّبة التي كانت تغزل الصوف وتبيعه لتطعم نفسها وابنها. ومع أنّها كانت تعمل بجدّ، فإنّ دخلها لم يكن يكفي إلا لقوت بسيط ولباس مهترئ. كان علاء الدين فتىً مفعمًا بالحيوية، لكنه كسول لا يحبّ العمل، يهرب من المسؤولية ويقضي معظم وقته في اللعب في الشوارع أو التسكّع في السوق، يتأمّل الأغنياء في ملابسهم الفاخرة وأحذيتهم اللامعة، ويتمنّى في قلبه لو يصبح يومًا من أصحاب النعمة.
Image
Page 2
Remove
Text
وفي أحد الأيام، وبينما كان علاء الدين يتجوّل في أطراف المدينة، وقف أمامه رجل غريب، يرتدي عباءة داكنة، وعمامة فاخرة، وقد تلألأت في عينيه نظرات مريبة. ابتسم له واقترب قائلاً: — "يا بنيّ، ألستَ علاء الدين؟ ابن مصطفى الخيّاط؟" تراجع علاء الدين قليلاً وقال متردّدًا: — "بلى... كيف عرفت؟" — "أنا عمّك يا بني! أخو والدك الذي سافر منذ سنوات بعيدة. وها أنا أعود لأعوضك وأرعاك كما يجب." انبهر علاء الدين، وعاد مسرعًا إلى والدته يقصّ عليها الخبر، فارتابت الأم وقالت: — "لم يخبرني زوجي عن أخٍ له... لكن ما الحيلة؟ قد يكون صادقًا."
Image
Page 3
Remove
Text
وفي اليوم التالي، جاء "العمّ" المزعوم وأخذ علاء الدين إلى خارج المدينة. سار به بين الحقول والتلال حتى وصلا إلى صخرة ضخمة وسط السهل، وهناك، بدأ يتمتم بكلمات غريبة غير مفهومة، فاهتزّت الأرض وتشقّقت الصخرة عن مغارة عميقة يخرج منها ضوء غامض ورائحة قديمة. قال الرجل وهو يضع يده على كتف علاء الدين: — "يا بنيّ، هذا يوم حظك! هناك في الداخل كنوز لا تُقدّر بثمن. لكنّك لا تلمس شيئًا سوى مصباح قديم صدئ ستجده في صندوق نحاسي. هاته إليّ وسأغدق عليك ما تشاء." أحسّ علاء الدين بالخوف، لكنه استسلم للطمع ودخل المغارة. كانت المغارة أشبه بعالمٍ آخر. الأشجار تنبت فيها حبات من الياقوت والزمرد، والتماثيل مطلية بالذهب، والأرض مرصوفة بالماس. رأى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولكنه تذكّر وصية الرجل، فلم يمدّ يده لأيّ شيء. تقدّم نحو الزاوية المظلمة حيث صندوق قديم، ووجد داخله مصباحًا أسودَ اللون، مغطى بالتراب، لا يلفت النظر. حمله بيده وعاد إلى مدخل المغارة.
Image
Page 4
Remove
Text
صرخ الرجل من الخارج: — "ناولني المصباح أولاً يا فتى!" — "أخرجني أولاً، ثم خذ المصباح!" — "لا! المصباح أولاً!" دبّ الخلاف، وعندما رفض علاء الدين تسليم المصباح، علا وجه الرجل الغضب، وصاح بتعويذةٍ سحرية أغلق بها فم المغارة فجأة، وترك علاء الدين محبوسًا في الظلام. جلس علاء الدين يبكي خائفًا، لا يدري ماذا يفعل، حتى تذكّر المصباح في يده، فأخذه ومسح الغبار عنه، وفجأة تصاعد دخان كثيف من فوهته، وخرج منه ماردٌ هائل، طويل القامة، وجهه كاللهب وصوته كالرعد: — "شبيك لبيك، عبدك بين يديك. مرني بما تشاء!" تراجع علاء الدين فزعًا، لكنه استجمع شجاعته وقال: — "أخرجني من هنا!" وفي لمح البصر، وجد نفسه خارج المغارة، واقفًا وسط السهل تحت السماء الزرقاء. عاد علاء الدين إلى أمه، وأخبرها بما حدث، وبدأ يستخدم المصباح في جلب الطعام واللباس، حتى تغيّر حاله ولبس أفخر الثياب، وصار الناس يعجبون بتحوّله السريع.
Image
Page 5
Remove
Text
وذات يوم، سمع أن السلطان سيخرج ابنته الوحيدة، الأميرة بدر البدور، في موكبٍ لتتفقّد السوق. خرج الناس لرؤيتها، وكانت في هودجٍ مغطى بالحرير، لكن الريح حرّكت الستار للحظة، فرآها علاء الدين... وكان جمالها كالبدر ليلة تمامه. وقع في حبها من النظرة الأولى، وعزم أن يتزوّجها. بمساعدة المارد، جمع هدايا عظيمة من الذهب والمجوهرات، وأرسلها إلى السلطان طالبًا يد ابنته. دهش السلطان من هذه الثروة الهائلة، ووافق على زواج ابنته من الشاب الغني المبهم.
Image
Page 6
Remove
Text
في ليلة واحدة، أمر علاء الدين المارد ببناء قصرٍ لا مثيل له، كلّه من الرخام والخشب المحفور والمرايا البلّورية. وكان كل من يدخله يُذهل من فخامته. لكن الساحر الشرير لم ينسَ المصباح. ولما علم أن علاء الدين تزوج الأميرة، قرر أن ينتقم. تنكّر في زيّ بائع متجوّل، وطاف المدينة وهو ينادي: — "مصابيح جديدة... مقابل مصباح قديم!"
Image
Page 7
Remove
Text
وسمعت الأم الأمينة النداء، وأرادت إرضاء علاء الدين، فبدّلت له المصباح، دون أن تدري أن فيه السرّ كله. استولى الساحر على المصباح، وأمر المارد بنقل القصر بمن فيه إلى أعماق صحراء المغرب. عاد علاء الدين ووجد مكان القصر فارغًا! كاد يجنّ. لكنه تذكّر خاتمًا سحريًّا كان قد أعطاه له الرجل في أول مرة. مسحه، وخرج جني صغير ساعده في معرفة مكان الساحر. تنكّر علاء الدين وسافر بعيدًا، حتى وصل إلى قصره المفقود. هناك التقى بالأميرة، ودبّر معها خطة لاستعادة المصباح. دسّت له شرابًا منوّمًا في العشاء، وحين نام، دخل علاء الدين وسحب المصباح.
Image
Page 8
Remove
Text
وما إن أمسكه، حتى خرج المارد وقال له بفرح: — "سيّدي من جديد! ماذا تطلب؟" — "أرسل الساحر إلى مكان لا عودة منه، وأعدني أنا وقصري وزوجتي إلى بلادنا." وهكذا، عاد كل شيء كما كان، وتعلّم علاء الدين أن الثقة لا تُمنح بسهولة، وأن الذكاء أهم من القوة. عاش علاء الدين مع بدر البدور في سعادة، وصار يُعرف في البلاد بالحاكم العادل والشاب الحكيم. وذاع صيت "علاء الدين والمصباح السحري" في مشارق الأرض ومغاربها، وأصبحت قصته تروى في المجالس والسهرات، ليلاً بعد ليل.
Image
Add Page
Update Book
Cancel