Star
John Doe
Admin
My Profile
Settings
Billing
4
Log Out
Edit Book: بينوكيو
Title
*
Author
Illustrator
Description
Thumbnail
Leave empty to keep current thumbnail
Audio File
Leave empty to keep current audio
Pages
Page 1
Remove
Text
كان يا ما كان، في قديم الزمان، في قريةٍ صغيرةٍ على أطراف الريف الإيطالي، رجلٌ مسنّ يُدعى "جيبيتو"، كان يعمل نجّارًا بسيطًا، يقضي أيّامه بين رقائق الخشب، والمسامير، وأصوات المطرقة تُرافق وحدته. لم يكن لجيبيتو أهل ولا أبناء، وكان كلّ ما يملكه غرفة صغيرة يعيش فيها، ومتجرًا خشبيًّا يصنع فيه الألعاب للأطفال. وكان يحلم دائمًا أن يُرزق بولدٍ يُسلّيه ويملأ عليه فراغ الحياة. وذات يوم، وبينما كان يتمشّى في السوق، لمح قطعة خشب عجيبة عند صديقه الحطّاب العجوز "أنطونيو"، كانت قطعةً ناعمة الملمس، جميلة الشكل، وكأنها تخفي سرًّا داخلها. فقال له أنطونيو مازحًا: ـ "احذر يا جيبيتو، هذه القطعة لا تشبه غيرها... لقد سمعتُها تهمس لي عندما لمستُها!" ضحك جيبيتو وقال: ـ "ذلك بسبب سنّك أيّها العجوز! ولكن... أظنّها ستكون مثاليّة لصناعة دمية خشبية أُسلّي بها نفسي." فأخذها، وعاد إلى متجره الصغير، وجلس أمام الطاولة الخشبية، وبدأ ينحت رأس دمية. وما إن رسم ملامح الأنف والعينين، حتى حدث شيء غريب... تحرّكت العينان!
Image
Page 2
Remove
Text
ارتجف جيبيتو من شدّة الدهشة، وراح يتمعّن في الدمية، ليجدها تحدّق فيه! تمتم قائلًا: ـ "يا إلهي! أأنا أحلم؟! أم أن هذه القطعة حية؟" ولكنّه لم يتوقّف، بل تابع نحت الذراعين، واليدين، والرجلين، وفي كلّ مرّة يُضيف فيها جزءًا، كانت الدمية تتحرّك أكثر فأكثر... حتى قفزت فجأة عن الطاولة، وركضت نحو الباب! صرخ جيبيتو وهو يركض خلفها: ـ "توقّف أيّها الشقيّ! أنت دميتي! لقد صنعتك بيديّ!" فانطلقت الدمية تركض في أزقّة القرية، والناس يحدّقون بدهشة، ويدوِّنون ما يرونه: ـ "دمية تجري وحدها؟! هل نحن نحلم؟" أخيرًا، أمسك بها جيبيتو، وهو يلهث من التعب، وصرخ فيها: ـ "سأسميك 'بينوكيو'، وستكون ابني من الآن فصاعدًا." نظرت إليه الدمية، وابتسمت، وهزّت رأسها، وكأنّها تفهم ما يقول.
Image
Page 3
Remove
Text
لم يكن بينوكيو كغيره من الأولاد. فقد كان خشبيًّا، ولكنه يتحرّك ويتكلّم ويشعر. وكان فضوليًّا ومشاغبًا، لا يكفّ عن الحركة والكلام. وعندما قرّر جيبيتو أن يُرسله إلى المدرسة، خيّط له ثيابًا صغيرة، وأعطاه كتابًا اشتراه بثمن معطفه الوحيد. قال له يومها: ــ "اذهب وتعلّم، يا بنيّ. بالعلم تُصبح إنسانًا حقيقيًّا." أومأ بينوكيو برأسه، وركض في الطريق، ولكن الفضول غلبه. وعلى الطريق، لمح مهرّجًا ينادي من بعيد: ــ "تعالوا إلى عرض الدمى! مرحٌ وضحكٌ وغناء!" نسي بينوكيو المدرسة، وركض نحو المهرّج، واندمج في العرض، فرقص وغنّى، وأضحك الجمهور. أعجب صاحب العرض بشخصيته، وقرّر أن يحتفظ به. ولكن حين سمع أن جيبيتو باع معطفه من أجله، رقّ قلبه، وأطلق سراحه، بل وأهداه خمس قطع ذهبية.
Image
Page 4
Remove
Text
خرج بينوكيو فرحًا، يُمنّي النفس بشراء هدية لوالده. وفي الطريق، قابله ثعلب وقط. تظاهرا بالطيبة، وسألاه: ــ "إلى أين تذهب يا صديقنا الصغير؟" ــ "إلى البيت، سأهدي والدي شيئًا جميلًا!" ــ "وما هذه القطع الذهبية؟ لو زرعتها في حقل المعجزات، ستنبت شجرة مليئة بالذهب!" صدّق بينوكيو الخدعة، ورافقهما. وفي الليل، جرّداه من ماله، وعلّقاه على شجرة، وهربا. ظهر له في تلك اللحظة نورٌ أزرق، وفجأة وقفت أمامه جنّية جميلة، بشعرٍ فضّيّ ووجهٍ كالقمر. قالت له بصوتٍ ناعم: ــ "لماذا لم تذهب إلى المدرسة، يا بينوكيو؟" ارتبك وقال: ــ "كنتُ في طريقي، ولكن قُطّاع الطرق هاجموني!" وفجأة، طال أنفه. قالت الجنيّة: ــ "كلّما تكذب، يطول أنفك يا بينوكيو. هل تريد أن تبقى دمية كاذبة؟" أجهش بالبكاء، ووعدها ألا يكذب ثانية. فغفرت له، وأعادت له المال، ونصحته بالعودة إلى والده فورًا.
Image
Page 5
Remove
Text
لكن بينوكيو لم يتّعظ. فقد قابل بعدها أصدقاء سوء، وذهب معهم إلى "أرض المرح"، حيث لا مدرسة، ولا واجبات، فقط ألعاب وحلوى. وهناك، أكل، لعب، كذب، وتمادى... حتى بدأ يتحوّل إلى حمار! صرخ وهو يرى أذنيه تطولان، وصوته يتحوّل إلى نهيق. قال له صاحبه: ــ "هذا جزاء من يفرّ من الواجبات!"
Image
Page 6
Remove
Text
تحوّل إلى حمارٍ كامل، وبيع إلى صاحب سيرك. وهناك، تعرّض للضرب والتعب، حتى انهار. وعندما لم يعد نافعًا، رُمي في البحر. وغاص عميقًا... ليفاجأ بأن جسمه يعود كما كان، فالحوت لم يهضم الخشب! لكن المفاجأة الأكبر كانت في قلب البحر، حين وجد رجلاً مسنًّا في بطن الحوت... ــ "أبي!!!" ــ "بينوكيو؟! أهذا أنت؟!" تعانقا، وبكيا من الفرح والندم. أخبره جيبيتو أنه غاص في البحر يبحث عنه، وضاع. فقرّر بينوكيو أن يُخرجه. وفي لحظةٍ ذكيّة، أشعل نارًا في جوف الحوت، فجعله يعطس ويقذفه خارجًا!
Image
Page 7
Remove
Text
عادا إلى القرية، متعبَين، جائعَين، ولكن القلوب كانت مليئة بالحب. بدأ بينوكيو يعمل، يدرس، يطيع. لم يعُد يكذب، ولم يعُد يهرب من المسؤولية. وفي إحدى الليالي، وبينما كان نائمًا، ظهرت الجنيّة مجددًا، وهمست: ــ "لقد أثبتَ أنك شجاع، صادق، ومطيع. وقد حان الوقت للمكافأة..." وفي الصباح، فتح جيبيتو عينيه، ليجد صبيًّا حقيقيًّا، بلحم ودم، يبتسم له.
Image
Page 8
Remove
Text
قال بينوكيو بصوتٍ ناعم: ــ "أبي... لقد تحقّق الحلم!" فانهمرت دموع الفرح على خدّي جيبيتو، وقال وهو يحتضنه: ــ "وأخيرًا... لم أعد وحيدًا." وهكذا عاش بينوكيو، لا كدمية، بل كإنسان حقيقيّ... صادق، وفيّ، وأعظم ما فيه: قلبه.
Image
Add Page
Update Book
Cancel