Star
John Doe
Admin
My Profile
Settings
Billing
4
Log Out
Edit Book: لبيبة والتاجر عمر
Title
*
Author
Illustrator
Description
Thumbnail
Leave empty to keep current thumbnail
Audio File
Leave empty to keep current audio
Pages
Page 1
Remove
Text
كان يا ما كان في قديم الزمان، تاجر طيب القلب اسمه عمر، يعيش مع زوجته الذكية لبيبة. كان عمر يسافر كثيراً ويبيع البضائع في المدن البعيدة، وكل من يعرفه يشهد بكرمه وأمانته. لكنه، رغم طيبته، لم يكن ينتبه أحياناً للتفاصيل الصغيرة، وهي التي كانت توقعه في المتاعب. لحسن حظه، كانت لبيبة صاحبة عقل راجح وذكاء حاد، لا تمرّ عليها الحيلة ولا تخفى عنها الحيلة. كان عمر يقول دائماً: "بضائعي كثيرة، لكن لبيبة هي أغلى ما أملك!"
Image
Page 2
Remove
Text
في يوم من الأيام، استدان عمر من تاجر طماع اسمه أبو مروان كمية من الذهب، واتفق معه على شرط غريب في العقد: أن يسدّد الدين في اللحظة التي تلامس فيها الشمس الأفق. مرت الأيام وجاء الموعد، لكن عمر لم يتمكن من جمع كل المبلغ بعد أن غربة الشمس و لامست الأفق . جلس في بيته مهموماً وقال: "يا لبيبة، بقي كيس صغير من الذهب، ولم استطع أن أصل به قبل الغروب... سأخسر كل شيء!"
Image
Page 3
Remove
Text
ابتسمت لبيبة وقالت بهدوء: "لا تقلق يا عمر. الشرط يقول عندما تلامس الشمس الأفق، لكن لم يحدد أي أفق! غروب الشمس في المساء هو أفق، لكن شروقها في الصباح أيضاً هو لحظة تلامس فيها الشمس الأفق. ادفع له قبل أن تشرق الشمس، وهكذا تكون قد سبقت الموعد، ولن يقدر أن يأخذ بضاعتك!"
Image
Page 4
Remove
Text
في الفجر الباكر، حمل عمر المبلغ وذهب إلى أبي مروان، وسدّد له الدين كاملاً قبل أن تطل الشمس. غضب أبو مروان واشتكى إلى القاضي، لكن القاضي قال بحكمة: "الشرط لم يحدد متى تلامس الشمس الأفق، وقد دفع عمر قبل الشروق، فلا حجة لك يا أبا مروان!" هكذا أنقذت لبيبة زوجها من خسارة كبيرة بذكائها وفطنتها.
Image
Page 5
Remove
Text
ومرّ بعض الوقت حتى وقعت مصيبة جديدة. اختفت من مستودع عمر أغلى بضاعته، وكانت عبارة عن شحنة من الكمّون النادر الذي يجلبه من بلاد بعيدة. لم يكن أحد على علم بالبضاعة، ولا ما في الأكياس من أنواع توابل! لم يُكسر الباب، ولم تُسمع أصوات، وكأن البضاعة تبخرت في الهواء. جلس عمر حزيناً وقال: "لا أثر للسرقة يا لبيبة! لا أحد يعلم من أخذ الكمّون!"
Image
Page 6
Remove
Text
بدأت لبيبة تتفقد المكان بعين خبيرة، ولمّحت أثراً خفيفاً من طين النهر على حذاء أحد الحراس، اسمه طارق. لكنها لم تقل شيئاً، بل قررت أن تكشفه بطريقة ذكية. في تلك الليلة، حضرت لبيبة عشاءً خاصاً لجميع الحراس. أعدّت الطعام بنفسها، لكن هذه المرة من دون أن تضع الكمّون، لأن كل الكمّون الذي في البيت قد سُرق.
Image
Page 7
Remove
Text
جلس الحراس للأكل، لكن الطعام كان بلا نكهة. عبس طارق وقال متذمراً: "هذا العشاء بلا طعم! ينقصه الكمّون!" ابتسمت لبيبة وقالت: "غريب، لقد وضعت كل التوابل التي يملكها زوجي عمر ويبيعها في متجره، فكيف ينقصه الكمّون؟" فأجاب طارق بسرعة ودون تفكير: "لا، لا، الطعم واضح… هذا الأكل ينقصه الكمّون فقط!" عندها تبادل عمر ولبيبة النظرات، فقد كشف اللص نفسه دون أن يشعر! لم يستطع طارق الإنكار، واعترف بأنه هو من سرق البضاعة، وأعاد كل شيء كما كان.
Image
Page 8
Remove
Text
مرّت الأيام، وجاء يوم جديد فيه اختبار آخر لعقل لبيبة. بعث الحاكم مرسولا إلا عمر وطلب منه هدية غريبة قائلاً: "أريد هدية لا هي ساخنة ولا باردة، ولا هي من البحر ولا من البر، وتُسلّم لي على طريق لا هو معبّد ولا هو ترابي."
Image
Page 9
Remove
Text
رجع عمر إلى بيته مرتبكاً وقال: "يا لبيبة، هذا الطلب مستحيل! إن لم أجد حلاً سيغضب الحاكم!" ضحكت لبيبة وقالت: "بل هو سهل جداً، اسمع خطتي." ثم أحضرت ماءً فاتراً لا هو ساخن ولا بارد، ووضعت في وعاء رمال النهر التي لا تُعد من البحر ولا من البر، وقالت له: "عندما تذهب لتسليم الهدية، امشِ على حافة الطريق، بين الجزء المعبد والطين، فهي ليست طريقاً معبدة تماماً ولا ترابية تماماً."
Image
Page 10
Remove
Text
نفذ عمر ما قالته لبيبة، وقدم الهدية إلى الحاكم كما طلب. أعجب الحاكم بحكمتها وابتسم قائلاً: "زوجتك يا عمر أعقل من مئة وزير. العقل هو أغلى هدية يملكها الإنسان!" ومن يومها، صار عمر لا يخطو خطوة في تجارته أو حياته إلا بعد أن يستشير لبيبة، وعاشا معاً في سعادة ورخاء، يتحدث الناس عن ذكائها جيلاً بعد جيل.
Image
Add Page
Update Book
Cancel