Star
John Doe
Admin
My Profile
Settings
Billing
4
Log Out
Edit Book: الأرنب والسلحفاة
Title
*
Author
Illustrator
Description
Thumbnail
Leave empty to keep current thumbnail
Audio File
Leave empty to keep current audio
Pages
Page 1
Remove
Text
كانَ يا ما كان، في قديمِ الزمان، عاش أرنبٌ سريعُ القفزات في غابةٍ فسيحةٍ تزيّنها الأشجارُ العاليةُ، وتفوحُ في أرجائها رائحةُ الأزهارِ البرّيّة. كان الأرنبُ لا يملُّ من التباهي بسرعته، يقفزُ بين الحقولِ الخضراء ويقول في نفسه: "أنا أسرعُ المخلوقات، ولا أحدَ يستطيعُ اللحاق بي."
Image
Page 2
Remove
Text
وذات صباحٍ مشمسٍ، بينما كان الأرنبُ يتجوّلُ بين الأعشاب، اقتربت منه سلحفاةٌ تمشي بخُطا ثابتةٍ وهادئة. رفعت رأسها نحوه وقالت بنبرةٍ واثقة: ــ "يا أرنب، قد تكونُ سريعًا، لكنّني أستطيعُ أن أسبقكَ إن تسابقنا."
Image
Page 3
Remove
Text
ضحكَ الأرنبُ طويلًا حتى اهتزّت أذناه، وقال باستهزاء: ــ "أنتِ؟ تسبقينني؟! لكن لا بأس، فلنجعلها مُسابقةً لأُريكِ الفرق بيننا."
Image
Page 4
Remove
Text
وقف الاثنان عند نقطة البداية، حيث كان خطّ النهاية شجرةً كبيرةً شامخةً في وسط الغابة، عُرفت بين الأشجار بجذعها العريض وأغصانها الممتدّة كالأذرع. ومع أوّل إشارة، انطلق الأرنبُ كالسهم، يقفزُ قفزاتٍ عالية، حتى تلاشى صوته.
Image
Page 5
Remove
Text
أمّا السلحفاةُ، فبدأت تتحرّكُ ببطء، تضعُ قدمًا أمام أخرى، لكنها لم تتوقّف، ولم تلتفت، وكأنّها تعرفُ أنّ كلّ خطوةٍ تقرّبها من الهدف. بعد مسافةٍ طويلة، التفت الأرنبُ وراءه فلم يرَ السلحفاة، فابتسم بغرورٍ وقال: "المسكينةُ ما زالت خلفي بمراحل. لن تلحق بي أبدًا."
Image
Page 6
Remove
Text
عندها لمحَ شجرةً صغيرةً وارفة الظلال، فاستلقى تحتها وقال: "سأنام قليلاً، ثم أُكملُ السباق." أغمض عينيه، وما هي إلّا لحظاتٌ حتى غلبه النعاس، فنام نومًا عميقًا. في تلك الأثناء، كانت السلحفاةُ تواصلُ رحلتها بهدوء، تسمعُ حفيفَ الأوراق، وتتنشّقُ عبيرَ الزهور، وتُقاومُ تعبَها بالصبر. كانت الشمسُ تميلُ نحو الغروب، وأشعّتُها الذهبيّة تُغطّي الغابة بحلّةٍ دافئة، بينما ظلّت السلحفاةُ تُردّد في نفسها: "خطوةٌ بعد خطوة، أصلُ إلى النهاية."
Image
Page 7
Remove
Text
اقتربت السلحفاةُ شيئًا فشيئًا من خطّ النهاية، حيث الشجرةُ الكبيرةُ تنتصبُ شامخة، جذعُها كثيفٌ كالجدار، وأوراقُها تتمايلُ في السماء كأنّها تُصفّقُ لها. وعندما وصلت، وضعت قدمَها الأخيرة تحت ظلّها، فابتسمت ابتسامةَ الفائز الصابر. استفاق الأرنبُ فجأةً من نومه، وقفزَ مسرعًا بكلّ طاقته، لكنّه حين وصل، كان كلّ شيءٍ قد انتهى: السلحفاةُ سبقتْه، وجلست تستريحُ عند جذور الشجرة الكبيرة.
Image
Page 8
Remove
Text
خفض الأرنبُ رأسه خجلًا، وقال بصوتٍ هادئ: ــ "لقد كنتُ مغرورًا، وظننتُ أن السرعةَ تكفيني. واليومَ عرفتُ أنَّ الصبرَ والثباتَ هما طريقُ النّصر." رفعت السلحفاةُ رأسها نحو أغصان الشجرة الكبيرة وقالت: ــ "النصرُ دائمًا لمن يواصلُ الطريق دون توقّف، مهما كان بطيئًا."
Image
Add Page
Update Book
Cancel